جاء برغوث وهو جائع جداً وأسمه (شيشبان) إلى القملة فقال لها أين الغذاء فقالت له الغذاء مازال على النار ، فقال لها سأركب فوق على حاشية البرمة (نوع من القدور) حتى أرى ذلك بعيني ، فصعد على حاشية البرمة فسقط (شيشبان) داخل القدر وهو يفور من شدة النار ولم يصعد ثانية ، فانتظرت القملة قليلاً ولكنه ولم يخرج ، فصرخت القملة وصارت تقول : شيشبان طاح في البرمة ما بان - شيشبان طاح في البرمة ما بان – فسمع صراخها جدي مار بجوارها ، فقال له : خير قاملان حازنان : فقالت : شيشبان طاح في البرمة ما بان – فغضب الجدي وحزن حزناً شديداً فنطح الجدران فتكسرت قرونه وجلس حزيناً فمر به غراب وقال له : خير جديان كاسران قارنان ، فقال له الجدي : جديان كاسران قارنان قاملان حازنان - شيشبان طاح في البرمة ما بان – فحزن الغراب حزناً شديداً وجلس في أعلى الشجرة ومن الحزن فنتف ريشه ، فسقط الريش على أوراق الشجرة ، فقالت له الشجرة : خير غرابان ناتفان ريشان ، فقال الغراب : غرابان ناتفان ريشان – جديان كاسران قارنان قاملان حازنان شيشبان طاح في البرمة ما بان – فحزنت الشجرة حزناً شديداً ، فسقطت أوراقها على الماء (الغدير) الذي كان تحتها ، فكلمها الماء وقال لها ، خير شجران ساقطان وارقان ، فقالت الشجرة : شجران ساقطان وارقان غرابان ناتفان ريشان جديان كاسران قارنان قملان حازنان شيشبان طاح في البرمة ما بان – فحزن الماء حزناً شديداً ودخل في أعماق الأرض (غار) ، فجاء الجمل لكي يشرب من الماء (الغدير) الذي تعود أن يشرب منه دائماً ، فوجد أن الماء (الغدير) قد غار في الأرض ، فقال : خير غديران نازحان ، فقال له الماء : غديران نازحان شجران ساقطان وارقان غرابان ناتفان ريشان جديان كاسران قارنان قملان حازنان شيشبان طاح في البرمة ما بان ، فتعجب الجمل من هذه القصة الغريبة التي لم يفهم منها شيء ، فضحك الجمل ضحكة كبيرة انشق فيها شاربه .
عالم بلاك كات